الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية
.الآية: في اللغة: العلامة، والعبرة.قال السمرقندي: اسم العلامة يظهر وجه دلالتها على ما جعلت علامة له ولهذا تسمى آثار الدّيار الواضحة (آيات)، كما تسمى (معالم). قال النابغة: قال آخر: (وغيّر آيها العصر): أي آثار الدّيار، وقيل: هي مشتقة من أيا الشمس، وهي ضوؤها، يقال: أيا الشمس بكسر الهمزة مقصورة، فإن أسقطت الهاء فتحت الهمزة ممدودة، فيقال: آياء الشمس، فاشتقت الآية من ذلك، لظهور دلالتها في الوضوح كضوء الشّمس وشعاعها. ولهذا سمّيت معجزات الرّسل- صلوات الله وسلامه عليهم-: (آيات بينات). قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ} [سورة الإسراء: الآية 101]. وقال الله تعالى لزكريا- صلوات الله عليه-: {قالَ آيَتُكَ أَلّا تُكَلِّمَ النّاسَ ثَلاثَةَ أَيّامٍ إِلّا رَمْزاً} [سورة آل عمران: الآية 41] قال الجوهري: جمع الآية: آي، وآيات. والآية: العلامة، أصله أوية بالتحريك. قال سيبويه: موضع العين من الآية واو، لأنّ ما كان موضع العين منه واوا واللّام ياء، أكثر ممّا موضع العين واللّام منه ياءان. قال الفراء: هي من الفعل فاعلة، وإنما ذهبت منه اللام. ولو جاءت تامة لجاءت آئية. قال صاحب (المشارق): وآيات الساعة علاماتها، وكذلك آيات القرآن سمّيت بذلك، لأنها علامة على تمام الكلام، وقيل: لأنها جماعة من كلمات القرآن. قال الجوهري: ومعنى الآية من كتاب الله: أي جماعة حروف. وفي عرف اللسان: اسم لما يفيد العلم قطعا، لكن يستعمل في محال مخصوصة، وهو في الدّلالة على ثبوت الصّانع، وفي معجزات الأنبياء- عليهم الصّلاة والسّلام-، وفي ألفاظ القرآن لا غير، مع أنّ المعنى شامل لكلّ دليل واضح الدّلالة شامل، وعرفت الآية من القرآن بأنها: طائفة من القرآن منقطعة عما قبلها، وعما بعدها ليس بينها شبه بما سواها. طائفة حروف من القرآن علم بالتوقيف انقطاعها معنى عن الكلام الذي قبلها ومن الكلام الذي بعدها. وعرفها الفيروزابادي بما مفاده: كلام من القرآن منفصل بفصل لفظي. واصطلاحا: هي جزء من سورة من القرآن تبين أوله وآخره توقيفا. والفرق بينها وبين السورة: أنّ السّورة لابد أن يكون لها اسم خاصّ بها، ولا تقل عن ثلاث آيات. وأما الآية فقد يكون لها اسم كآية الكرسي، وقد لا يكون، وهو الأكثر. [المفردات في غريب القرآن للراغب ص 33، وبصائر ذوي التمييز 1/ 63- 66، وميزان الأصول للسمرقندي ص 73، 74، والمطلع للبعلي ص 87، وموسوعة الفقه الإسلامي- المجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1/ 93، 94]. .الآئسة: مؤنث الآيس من أيس مقلوب عن يئس وليس بلغة فيه، قاله ابن سيده، ومعناه: انقطع رجاؤه. والآئسة: من انقطع حيضها لكبرها وقدّر العلماء سنّ اليأس بخمسين، أو خمس وخمسين، أو ستين عاما.قال الأحمد بكري: والمختار في زماننا على ما في (الزاهد) خمسون سنة، والحكم في ذلك العادة. [لسان العرب مادة (أيس) 1/ 190، وتفسير القرطبي 10/ 6641 وما بعدها، والتفسير المنير لمعالم التنزيل للنواوي الجاوي، وبهامشه الوجيز في تفسير القرآن العزيز لأبي الحسن الواحدي 2/ 383، ودستور العلماء 1/ 16، والتعريفات ص 35]. .الائتمام: الائتمام: بمعنى الاقتداء.يقول ابن عابدين: إذا ربط صلاته بصلاة إمامه حصل له صفة الاقتداء والائتمام، وحصل لإمامه صفة الإمامة. والاقتداء في استعمال الفقهاء: أعم من الائتمام، لأنه يكون في الصّلاة وغيرها. [المصباح المنير 23، ولسان العرب مادة (قدو) ص 3556، وحاشية ابن عابدين 1/ 369، والموسوعة الفقهية 6/ 18]. .الأَب: هو الوالد.قال الجرجاني: حيوان يتولد من نطفة شخص آخر من نوعه. قال أبو البقاء: إنسان تولد من نطفة إنسان آخر، وعبارة الجرجاني أعمّ وأدق. وجمعه: آباء بالمدّ على الأفصح، وقد يجمع جمع مذكّر سالم، فيقال: أبون رفعا، وأبين نصبا وجرّا. يقال في النّداء: أبى، وأبت. ويطلق الأب مجازا على: الجد، قال تعالى: {كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ} [سورة يوسف: الآية 6] وهما جدان ليوسف عليه السلام. وعلى العمّ ومنه: {وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ} [سورة الأنعام: الآية 74]، كما فسّره بعض العلماء، وقال: {قالُوا نَعْبُدُ إلهكَ وَإله آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ} [سورة البقرة: الآية 133] شملت: الجد إبراهيم، والعمّ إسماعيل، والأب إسحاق. ويطلق الأب من الرّضاع على من نسب إليه لبن المرضع فأرضعت منه ولدا لغيره، ويعبرون عنه بلبن الفحل. ويطلق على زوج الأمّ مجازا، ومن ذلك ما جاء في (مسند أبي عوانة) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه لما صنعت أمّ سليم الطعام، وبعثه أبو طلحة زوج أمه أم سليم ليدعو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال أنس رضي الله عنه: فلمّا رآني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «دعانا أبوك، قلت: نعم». وفي رواية: «أرسلك أبوك، قال: نعم»، وفي رواية قال أنس رضي الله عنه: «يا رسول الله! إنّ أبي يدعوك»، وفي رواية: «قال أنس رضي الله عنه: فلمّا رجعت قلت: يا أبتاه، قد قلت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم»، وفي رواية: «يا أبت». [أخرجه البخاري 1/ 115، والترمذي 3630]. والأبوان: الأب والأمّ بالتغليب، قال الله تعالى: {وَوَرِثَهُ أَبَواهُ} [سورة النساء: الآية 11]. وهما: آدم وحواء، قال الله تعالى: {كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ} [سورة الأعراف: الآية 27]. وهما: الأب والمعلم. قال المناوي: وكذا كل من كان سببا لإيجاد شيء، أو إصلاحه، أو ظهوره. والأب: يعرب بالحركات الأصلية، وإذا أضيف إلى ياء المتكلّم أعرب بالحركات المقدرة على آخره. وإذا أضيف إلى غير ياء المتكلّم أعرب بالحروف، بالواو في الرّفع، وبالألف في النّصب، وبالياء في الجرّ، وعد من الأسماء الخمسة. [لسان العرب مادة (أبو) 1/ 15، والتعريفات ص 3، والكليات ص 25، وتهذيب الأسماء واللغات ص 3، والقاموس القويم للقرآن الكريم ص 4، 5]. .الأبّ: [بالتشديد]: هو ما تأكله الأنعام، وقيل: هو المتهيئ للرّعي، ومنه قول قس ابن ساعدة: فجعل يرتع أبّا، أو الذي تزرعه النّاس مما يأكله الدّواب والأنعام.[فتح الباري (المقدمة) ص 77، 78، والتعريفات ص 5، والمصباح المنير ص 6، والتوقيف على مهمات التعاريف ص 28]. .أَبى: أبي يأبى من حد صنع إذا لم يقبل، والفقهاء يقولون: الإيباء بزيادة ياء، وهو خطأ كذا قال النّسفي.ورجل أبيّ: يأبى تحمل الضيمة. [المصباح المنير ص 3 (علمية)، وطلبة الطلبة ص 131، والتوقيف على مهمات التعاريف ص 27]. .الإبَاحَة: في اللغة: الإحلال، يقال: أبحتك الشيء: أي أحللته لك والمباح خلاف المحظور. قال في (البدر المنير): باح الشيء بوحا- من باب قال، ظهر ويتعدى بالحرف، فيقال: باح به صاحبه، وبالهمزة فيقال: أباحه، وأباح الرّجل ماله: أذن في الأخذ منه والتّرك، وجعله مطلق الطّرفين، واستباحه الناس: أقدموا عليه.وشرعا: قال الجرجاني: الإذن بإتيان الفعل كيف شاء الفاعل. قال عبد الله الشنقيطى: الخطاب المسوي بين فعل شيء وتركه كالاستمتاع بالمطعم، والمأكل، والمشرب المباحة. قال زكريا الأنصاري: المقتضى فعلا غير جازم بنهي غير مقصود. قال الفتوحى: ما خلا من مدح وذم. وقد تطلق الإباحة على ما قابل الحظر فشمل الفرض، والإيجاب، والندب. قال الزركشي: والإباحة حكم شرعي خلافا لبعض المعتزلة، والخلاف لفظي، متوقف على تفسير المباح، إن عرفه بنفي الحرج، وهو اصطلاح الأقدمين، فنفى الحرج ثابت قبل الشرع، فلا يكون من الشرع. ومن فسّره بالإعلام بنفي الحرج فالإعلام به إنما يعلم من الشرع فيكون شرعيّا. قال الفهري: والصّحيح أنها خطاب تسوية، فهو حكم شرعي، إذ هي التخيير بين الفعل والترك المتوقف وجوده وغيره من الحكم على الشرع، ورفع الإباحة نسخ. قال محمد أمين الشنقيطى: الإباحة عند أهل الأصول قسمان: الأولى: إباحة شرعية: أي عرفت من قبيل الشّرع كإباحة الجماع في ليالي شهر رمضان المنصوص عليها بقوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ} [سورة البقرة: الآية 187] الثانية: إباحة عقلية: وهي تسمى في الاصطلاح: البراءة الأصلية، وهي بعينها استصحاب اللّوم الأصلي حتى يرد دليل ناقل عنه، ومن فوائد الفرق بين الإباحتين المذكورتين: أنّ رفع الإباحة الشّرعية يسمّى نسخا كرفع إباحة الفطر في رمضان، وجعل الطّعام بدلا عن الصّوم المنصوص في قوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [سورة البقرة: الآية 185] وأما الإباحة العقلية فليس رفعها نسخا، لأنها ليست حكما شرعيّا، بل عقليّا، ولذا لم يكن تحريم الرّبا ناسخا لإباحته في أوّل الإسلام، لأنها إباحة عقليّة، أقول: وهذا تحرير نافع جيد. [معجم المقاييس ص 161، والمصباح المنير ص 65 (علمية)، والتعريفات ص 3، والتوقيف على مهمات التعاريف ص 27، والبحر المحيط 1/ 318، وشرح الكوكب المنير ص 130، ومنيرية غاية الوصول ص 10، ونشر البنود 1/ 24، ومذكرة أصول الفقه لمحمد أمين الشنقيطي ص 17، 18، وتبيين الحقائق للزيلعي 6/ 10، الأميرية سنة (1315هـ)، والواضح في أصول الفقه للأشقر ص 33]. .الإِبار: إلقاح النّخل بكسر الهمزة، وقد أبّر من حدّ: ضرب.والإبرة: علاج الزّرع بما يصلحه من السقي والتعهد. قال ابن عرفة نقلا عن الباجي عن ابن حبيب أن معنى الإبار: أن ينشق الطّلع عن الثمرة. [معجم المقاييس ص 50، وطلبة الطلبة ص 310، وشرح حدود ابن عرفة 2/ 388]. .الأَبَاعِد: من البعد، وهو خلاف القرب، وقولهم: بنو بناتنا، فهم بنو الأباعد: أي لا ينسب ابن البنت إلى أمّه وإلى أبي أمّه، بل يقال: ابن فلان، فينسب إلى أبيه وكان ذلك من أباعد أبى البنت نسبا وإن كان ختنا له سببا، قال الشاعر:وقال: [معجم المقاييس ص 142، وطلبة الطلبة ص 207]. .الإِبَاق: لغة: مصدر أبق العبد بفتح الباء، يأبق، ويأبق بكسر الباء وضمها، أبقا، وأباقا بمعنى: الهرب.والإباق خاص بالإنسان سواء أكان عبدا أم حرّا. واصطلاحا: قال النّسفي: الهرب لا عن تعب ورهب. لكن يطلق بعض الفقهاء لفظ (الأبق) على من ذهب مختفيا مطلقا لسبب أو غيره. وعرّفه آخرون: بأنه انطلاق العبد تمردا ممن هو في يده من غير خوف، ولا كد في العمل، فإن لم يكن كذلك، فهو إما هارب، وإما ضال، وإما فار. [لسان العرب مادة (أبق) 1/ 9، وطلبة الطلبة ص 210، وحاشية الدسوقي 4/ 127، ومغني المحتاج 2/ 13 (حلبي)، وفتح الباري (مقدمة) ص 78]. |